انتاركتيكا القارة النموذجية للتغيرات المناخية… وناقوس الخطر يهدد الكوكب
تعرف قارة أنتاركتيكا بالقارة القطبية الجنوبية وتقع فى الجزء الجنوبى من الكرة الأرضية
, وتعتبر الصحراء الأكبر بالعالم بمساحة تتخطى 13 مليون كيلو متر وتعتبر صحراء
بسبب جفافها وقلة المطر وندرة الحياة النباتية والحيوانية , تضم أنتاركتيكا براكين
نشطه للغايه وجبال و وديان , وقد شكلت الأراضى المترامية الأطراف الواقعه ما
بعد الجبال الشاهقة لغزاً حقيقياَ للدول الكبرى وللعلماء والجغرافيين فالقارة الضخمه
لم يتم إكتشاف سوى نسبة ضئيلة من أراضيها بسبب ظروفها المناخية القاسية
وعلى الرغم من الطبيعة القاسية والمناخ الصعب اللذين تتصف بهما القارة القطبية
الجنوبية ، فإن هذه المنطقة القصوى من الأرض جنوبًا ، تحولت خلال النصف الأول
من القرن العشرين الميلادي إلى حلبة صراع بارد وساخن في بعض الأحيان بين
حلبة صراع القوى الكبرى
القوى الکبرى التي تدّعي أحقيتها بحيازة جزء منها .ولم يعد الصراع مقصوراً على
الدول القريبة من القطب الجنوبي ، بل دخلت فيه دول أخرى ، تبحث عن مصالح لها
في هذه المنطقة ذات الطبيعة الإستراتيجية المهمة ، وقدمت الموارد المعدنية غير
المستثمرة في أنتارکتيكا حافزاً قوياَ للإستكشاف بعد الحرب العالمية الثانية بصورة
أجبرت الولايات المتحدة على البحث عن حلول دبلوماسية لحسم قضية السيادة
على أنتارکتيكا التى بلغت ذروتها في معاهدة القطب الجنوبي في ديسمبر 1959.
في السنوات الأخيرة واجهت القارة القطبية الجنوبية تهديدين رئيسيين لنظامها البيئي
، تأثير تغير المناخ والسياحة , حيث بدأت السياحة في القارة القطبية الجنوبية في أواخر
الخمسينيات من القرن الماضي عندما نقلت الأرجنتين وتشيلي لأول مرة بضع
مئات من الركاب الذين يدفعون أجرة السفر إلى جزر شيتلاند الجنوبية وازدادت
منذ ذلك الحين .تدار صناعة السياحة من قبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات
السياحية في أنتاركتيكا ، وهي جمعية تجارية تطوعية تأسست من قبل سبعة
منظمي رحلات خاصة في عام 1991 وتضم الآن أكثر من 100 شركة عضو ، وبالمثل
إرتفع عدد السائحين الذين يزورون القارة من 6700 سائح في موسم 1992- 1993
إلى 56000 سائح خلال 2018 – 2019 حذر العلماء وجماعات الحفاظ على البيئة من
أنه على الرغم من أن الأنشطة البشرية في القارة القطبية الجنوبية تنظمها المعاهدة
السياحة تهدد التنوع البيولوجي للقارة
والبروتوكولات المرتبطة بها ، فإن السياحة تهدد التنوع البيولوجي للقارة ، ويمكن أن تدفع
بالنظام الحالي إلى “نقطة الانهيار” وهم يؤكدون أن زيادة الحركة البشرية في القارة
القطبية الجنوبية تزيد من خطر قيام الناس بنقل الأنواع الغازية إلى القارة ، بالإضافة
إلى ذلك أعرب العلماء أيضاً عن قلقهم بشأن التلوث المحتمل من سفن الشحن
التي تسافر من وإلى القارة وحالات الطوارئ المتصلة بالبحث والإنقاذ.حذر العلماء
ودعاة الحفاظ على البيئة من أن ارتفاع درجة الحرارة العالمية أدى إلى ارتفاع درجة
حرارة شبه جزيرة أنتاركتيكا ، مما أثر على الغطاء الجليدي في القارة , في عام 2018
كشف تحليل لرصد الأقمار الصناعية في القارة أن القارة القطبية الجنوبية فقدت 3 تريليون
طن من الجليد بين عامي 1992 و 2017 ، و في عام 2019 ذكر التقرير الخاص الصادر عن
الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن الزيادة بمقدار 1.5 درجة مئوية في درجات
الحرارة العالمية من شأنها أن تؤدي إلى عدم استقرار الغطاء الجليدي البحري في القارة
القطبية الجنوبية ويمكن أن يؤدي إلى إرتفاع متعدد الأمتار في مستوى سطح البحر على
مدى مئات الآلاف من السنوات .والجدير بالذكر أن ما توقعه العلماء منذ عشرات السنين
قد حدث فى عامنا هذا , واليك مقال من جريدة الأهرام توضح خطورة الموقف 04/04/2022
كشف علماء فى وكالة “ناسا” الفضائية ومراكز بحوث علوم الجليد والمناطق القطبية أنه
فى يوم الجمعة الموافق 01/04/2022 ، شهدت المنطقة القطبية الجنوبية إنهيار جرف جليدي
بحجم العاصمة الإيطالية روما ،جراء إرتفاع قياسى فى الحرارة خلال الأيام الماضية ، وهو ما
يجدد الحديث عن مخاوف ذوبان جرف “ثواتيس” الجليدى الذى يفوق حجمه 100 ضعف ولاية
فلوريدا ، ويوصف بأنه “جليد يوم القيامة” إذ يتوقع أن يتسبب ذوبانه فى إرتفاع مستويات سطح
البحار عالمياً بما يزيد على نصف متر ، وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن جرف “كونجر” الجليدى
، الذى تبلغ مساحته تقريبا 1200 كيلومتر مربع، فى قارة انتاراكتيكا قد تعرض للإنهيار فى 15
مارس الماضى ، وقال العلماء إن مناطق شرق أنتاركتيكا شهدت ارتفاعاً غير عادى فى درجات
الحرارة خلال الأسبوع الماضي ، إذ سجلت “محطة كونكورديا” درجات حرارة قياسية بلغت سالب
11 فى 18 مارس الماضي ، وهى أعلى بـ40 درجة مئوية مقارنة بالمستويات المألوفة فى المواسم
السابقة ، وتسببت درجات الحرارة القياسية فى نشوء ما يوصف بأنه “نهر طقسي” وهو إحتباس الحرارة
فى الأجواء فوق القارة الجليدية ، وتقول عالمة بحوث الأرض والكوكب فى “وكالة ناسا” ، إنه برغم الصغر
النسبى لحجم “جرف كونجر” الجليدي، ” فإنه أحد أهم الانهيارات التى حدثت فى أنتاركتيكا منذ مطلع
الألفية الثالثة، حيث أنه لم ينجم عنه أثر بالغ الضرر، لكنه ربما يكون دلالة على ما هو قادم”
كتبه د. مروة شحاتة
باحثة بعلم النفس البيئي