MEA تتحدث

صغارنا رهائن الشاشات الذكية .. دليل لحماية أبناءنا من الإدمان الرقمي

ثورة هائلة أحدثتها التكنولوجيا الرقمية بحياتنا مقدمًة تسهيلات لا حصر لها تساهم بتطور البشرية بشكل غير مسبوق ، وبينما نحن نعيش تلك الثورة وعصر المعلومات اللامتناهية يقضي أبناؤنا الكثير، والكثير في متاهة العالم الاليكتروني الافتراضي يعتقدون أنه ملجأهم الرئيس لخلق العالم الذي لا يعجزون فيه عن تحقيق ما يطمحون إليه .

ثمة فئة من أبنائنا هم أكثر الفئات التي تجعل من وسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب عبر الانترنت جزءًا كبيرًا من ثقافاتهم ألا وهي فئة المراهقين كما إن تلك الفئة تتميز بصعوبة علاجها من إدمان الانترنت بحسب العديد من الدراسات والتقارير الدولية التي ذكرت أن الأسباب الرئيسية للإدمان الرقمي والأكثر شيوعًا يرجع إلى الهروب من الواقع حيث يلجأ العديد من المراهقين إلى اتخاذ الانترنت بشكل عام ووسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للهروب من تخفيف الضغوط اليومية والمشاكل الشخصية والشعور بالوحدة والملل فاللجوء للعالم الافتراضي يمكن الأشخاص في كثير من الأحيان من الشعور بالراحة والسعادة الذين يفتقدونه ، كما يعاني الكثير من مدمني الانترنت من مشاعر القلق والاكتئاب التي يستطيع الانترنت التغلب عليها أو بالأحرى التخفيف منها، كما يلجأ لها بعض الأبناء المفتقرة للدعم الاجتماعي أو من يعانون من صعوبة تكوين علاقات وجهًا لوجه للحصول على الدعم المطلوب من العالم الافتراضي ، بالإضافة إلى شعور العديد منهم بفقدان الثقة بالنفس عند مقارنته بالآخرين من نفس المرحلة العمرية مما يدفعهم لقضاء المزيد من الوقت عليها للحصول على القبول المطلوب وتقوم الألعاب الاليكترونية بتحفيز نظام المكافأة في الدماغ مما يزيد من افراز الدوبامين الذي يمنح شعورا مؤقتًا بالسعادة والرضا مما يجعل المستخدمين أكثر تكرارًا لهذا السلوك للحصول على نشوة السعادة ، الجدير بالذكر أن الاهتمام الشديد ببعض الهوايات من مشاهدة المقاطع الرياضية والأفلام أو حتى التعلم وتطوير الذات عبر المحتوى الرقمي يؤدي لفقدان السيطرة على الوقت وزيادة خطر الإدمان .

إن إدمان الانترنت هو اضطراب حقيقي من شأنه التأثير السلبي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية لأبنائنا لذلك علينا سرعة التصرف عند اكتشاف ذلك، ومحاولة علاجه بل، والوقاية مستقبلا منه باللجوء لأحد هذه الطرق: الوعي بالمشكلة أي ضرورة الاعتراف بها منذ البداية هو أول طرق العلاج منها، كذلك المراقبة المستمرة لوقت استخدامك للانترنت سواء لك، أو لأبنائك وأي من هذه التطبيقات تلعب دور اللص السارق للوقت، محاولة فهمك الوالدين للمشكلة من جذورها أي ما الدافع للإدمان الرقمي هل الملل أم الشعور بالوحدة أم الهروب من الواقع بشكل عام، يجب أيضًا الابتعاد عن المشتتات عن طريق غلق الإشعارات، ونقل التطبيقات المشتتة من الشاشة الرئيسية ، يجب على الآباء تحديد أوقات معينة لاستخدام الشاشات الذكية والحذر من استخدامها قبل النوم مباشرة حيث تؤثر على جودة نوم صغارنا، كذلك لابد من تعلم المهارات الجديدة والهوايات وإيجاد مساحة لاهتمامات آخرى بالحياة تغنيهم عن خطر الانترنت وسلبياته، وأخيرًا الاهتمام بقضاء وقت ممتع بالهواء الطلق أو وسط مشاهد طبيعية يحسن المزاج ويعالج جزئيًا مشكلة الإدمان لديهم على المدى البعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.