عائشة الشنا مناضلة مغربية رحلت في صمت مخلفة وراءها قضايا بحجم الوطن
المناضلة المغربية عائشة الشنا، المرأة التي عرفت بنضالها واعتناقها لقضايا المغربيات
ومعاناة النساء العربيات ضحايا الحمل خارج إطار الزواج وأطفالهن الناتجين عن العلاقات
غير الشرعية ، وبالأخص اللواتي ليس لديهن دخل أو استقلال اقتصادي أو قدرة على
مواجهة الحد الأدنى من تكاليف العيش.لم تتبن كل من طرقت بابها، غير أنها واجهت
في حقبة صعبة محددة بشجاعة وجرأة وقدرة كبيرة على المخاطرة تبعات هذه الظاهرة
التي لا يتقبلها المجتمع الذي ينتجها دون أن يسعى لإيجاد حل لها في تناقض صارخ.
عائشة الشنا، ممرضة، رئيسة ومؤسسة “جمعية التضامن النسوي” لمساعدة النساء
العازبات وضحايا الاغتصاب بالمغرب.بعد محاربتها ومحاولات تشويه سمعتها، نظير هذا
المجال الملغوم الذي اخترقته، حظيت بالاعتراف والتكريم، وفازت بالعديد من الجوائز
الوطنية والدولية، كما أصبحت أحد الوجوه الجمعوية والنسائية التي اشتهرت في وسائل الإعلام.
ولدت الشنا في الدار البيضاء أثناء الحماية الفرنسية، ثم انتقلت إلى مراكش فقضت
طفولتها المبكرة هناك. توفي والدها وهي في الثالثة من عمرها وتزوجت والدتها
للمرة الثانية. وعندما أتمت الشنا الثانية عشرة من عمرها، تمنى زوج أمها أن تترك المدرسة
ولكن على عكس رغبته، أعادتها أمها إلى الدار البيضاء لتعيش مع عمتها وتواصل تعليمها في
مدرسة لغات فرنسية. وبعد ثلاثة سنوات، تطلقت والدتها ولحقت بها في الدار البيضاء وبعد ذلك
باعت مجوهراتها لتدعم ابنتها. وبمغادرتها المدرسة في السادسة عشر من عمرها، وجدت عملا
في مستشفى حيث عملت كسكرتيرة لبرامج أبحاث لمرضى الجذام والسل. وخاضت امتحانات
مدرسة التمريض عام 1960 بناءاً على طلب أصدقائها وتم قبولها، وبعد حصولها على دبلومة التمريض
، عملت الشنا في وحدة التعليم بوزارة الصحة ثم انتهى بها المطاف لتعمل منسقة لبرامج التوعية الصحية
. وفي السبعينيات عام 1970، بدأت في إنتاج البرامج التلفزيونية والإذاعية المختصة بصحة المرأة ومن
ضمنها أول عمل تلفزيوني يدور حول التعليم الصحي .