فريق بحثي من العلماء كشف عددًا من البحيرات الجوفية مزمع التوصل
إليها سابقا لأول مرة في عام 1970 بالرادارات ، ويقدر أن هناك حوالي
400 بحيرة تقع تحت 3 كيلومترات من الجليد ، في المناطق التي تم
إستكشافها كما يعتقد فريق العلماء أن البحيرات تشكلت بعد إنفصال
القارة القطبية الجنوبية فلم تتجمد تلك البحيرات بسبب الضغط الناتج عن وزن الغطاء الجليدي .
ظاهرة آخرى هي بحيرة فوستوك ،التي إكتشفها العلماء الروس في
التسعينيات ، وتعد أكبر بحيرة تحت الجليدية في القارة القطبية الجنوبية
و ثالث أكبر بحيرة من حيث الحجم في العالم ،وتقع على بعد 3.5 كيلومترات
تحت الجليد ،قام العلماء منذ ذلك الحين بحفر ثقوب عميقة في الجليد لاستخراج
عينة من مياه البحيرة وأظهرت إحدى العينات أن المياه كانت حوالي تقدربــ 3درجة مئوية
على الرغم من تغطيتها بالجليد منذ أكثر من مليون سنة .
اكتشاف نظام بيئي جديد
في عام 2014 حقق العلماء تقدماً كبيراً في بحيرة ويلانز ، واكتشفوا نظاماً بيئياً
متنوعاً ونشطًاً من الكائنات الحية الدقيقة في البحيرة ، على بعد كيلومتر واحد
تقريباً تحت الغطاء الجليدي , لم تشهد هذه الأنواع الرائعة الهواء النقي أو ضوء
الشمس لملايين السنين ، ومع ذلك فهي تزدهر باستخدام الميثان والأمونيوم كطاقة للنمو .
ديب ليك هي بحيرة داخلية في شرق القارة القطبية الجنوبية وقد فتنت العلماء لسنوات
، وتقع البحيرة على عمق 55 متراً تحت مستوى سطح البحر ، مع زيادة ملوحة المياه كلما
إزداد عمقها , حيث مياهه المالحة تضاهي البحر الميت .
سقوط الدم
في وادي ماكموردو الجاف ، يتدفق شلال قرمزي لامع من خمسة طوابق من نهر تايلور الجليدي
في بحيرة بوني ، يبدو وكأنه تدفق دم من جرح في الجليد ، لكن العلماء اكتشفوا مؤخراً السبب
حيث كانت المياه التي تغذي شلالات الدم على عمق 400 متر تحت الأرض وأصبحت أكثر ملوحة
بمرور الوقت ، فهى غنية جدًا بالحديد وخالية تماماً من الأكسجين وأشعة الشمس , لذا عندما
تتسرب المياه الغنية بالحديد من خلال شق في النهر الجليدي وتتلامس مع الهواء ، يتأكسد الحديد
ويصدأ ، ويلطخ الماء بلون أحمر غامق , لا يمكن الوصول إلى هذا المشهد الغريب إلا عن طريق طائرات
الهليكوبتر أو السفن السياحية التي تزور بحر روس .
المحيط الجنوبي
تم تسمية المحيط الجنوبي بالمحيط الخامس في العالم في عام 2000 , فهو رابع أكبر محيط
في العالم ، ويحيط بقارة أنتاركتيكا بأكملها , وتتكون أيضاً من الأجزاء الجنوبية من المحيط الهادى
والهندي والأطلسي , يبلغ أقصى عمق لها حوالي 7300 متر ، أي ما يقرب من ضعف حجم الولايات
المتحدة , قد يحمل هذا المحيط الغامض سر إمتصاص إنبعاثات الكربون حيث وجد العلماء أن المحيط
الجنوبي قد امتص 15٪ من إنبعاثات الكربون الناتجة عن البشر.
كتبه وحرره /د. مروة شحاتة
